التعامل مع حالة الإجهاد النفسي في زمن الكورونا
إنّ تفشي وانتشار فيروس الكورونا هو أمرٌ الذي من شأنه أن يُحدِث ضغط وإجهاد نفسي على كل واحد منا في نقطة زمن معيّنة في حياتنا.
البعض قلقٌ على صحته، والبعض الآخر قلقٌ على صحة والديه، والأجداد، وبعضهم قلق من العواقب الاقتصادية للوضع والبعض قلقٌ بشأن كل هذه الأمور مجتمعة.
حالة الضبابية حول الوضع الراهن، والصعوبة التي نواجهها من أجل السيطرة عليه يزيد من شعورنا بالإجهاد.
ومن أجل تسهيل الأمر عليكم ولو بالأمر البسيط، سأحاول أن أشرح لكم ما هي حالة الإجهاد، وأعطيكم بعض النصائح حول كيفية التعامل مع الحالة.
الإجهاد النفسي هو تجربتنا الشخصية حيث ندرك أن هناك تهديدًا لحالتنا الجسدية والعاطفية و/أو الاجتماعية، وأننا لا نملك الموارد الكافية للتعامل مع هذا التهديد. كلما أدركنا بأنّ التهديد أكثر جدية وتقديرنا أنه كلما انخفضت الموارد المتاحة للتعامل مع التهديد، زاد إحساسنا بالإجهاد.
يتم التعبير عن الإجهاد في بأنواع مختلفة من الردود والتجاوبات، منها:
• فسيولوجية (على سبيل المثال: نبض متسارع، تعرُّق، تنفس سريع، وجُهد متزايد في العضلات)
• معرفية (مثل: صعوبة في التركيز، عجز الانتباه، صعوبة في اتخاذ القرارات، حديث سلبي، وزيادة في أنماط التفكير السحري)
• عاطفية (مثل: الاكتئاب، الإحباط، الغضب، الارتباك)
• السلوكية (مثل: صعوبات في تأدية مهام، صعوبات في النوم)
يمكن تفسير الاستجابات الفسيولوجية في حد ذاتها على أنها حدث جسدي مُهدِّد للحياة (على سبيل المثال، سكتة قلبية) وبالتالي يزيد من حدّة رّدة الفعل للإجهاد.
على الرغم من أننا لا نملك وسائل على المستوى الفردي للتعامل مع الفيروس، إلا أن لدينا طرقًا لمنع العدوى ولدينا أدوات للتعامل مع القلق المحيط بنا.
في هذه اللحظات، من المهم أن نفهم جميعًا ما قد يزيد من استجابة الإجهاد وما يمكن القيام به لخفض مستوى الإجهاد.
1. المعلومات الغامضة والغير واضحة تزيد من حدّة وردّة الاستجابة للإجهاد، لذا من المهم الاستناد إلى معلومات التي تستهلكها فقط إلى مصادر موثوقة ويتم توفيرها من قِبَل خُبراء في هذا المجال.
2. حاولوا التركيز فقط على ما يحدث في البلاد، وقوموا بتحويل الأرقام إلى نسب مئوية، وستدركون أنه على الرغم من كل شيء، فإن الصورة ليست قاتمة للغاية.
3. إن وصف فيروس كورونا كعدو، من خلال استخدام وصف ومصطلحات من الحروب وكوارث، يزيد من الضغط والشعور بالإجهاد. إنه فيروس، له اسم (COVID-19)، إنه معدي ولكنه ليس وحشًا.
4. بدلاً من التعامل مع سيناريوهات الرعب المروعة، أخبر نفسك أنه حتى إذا مرض أحد أحبائك، فإن النظام الصحي في بلادنا هو واحدٌ من أفضل الأنظمة في العالم، ولديه القدرة والوسائل للتعامل مع أعراض المرض، فقد خُصِّصَت فرقًا طبية يمكننا الاعتماد عليها. وتذكروا أنه في أماكن مثل الصين تم التصدي بشكل ملحوظ لهذا الوباء.
5. ركزوا على قدراتكم ومواردك الشخصية (الشعور بالقدرة، التفاؤل، والقدرة على التحمل). سوف يمنحكم ذلك إحساسًا أفضل بالتحكم في الموقف.
6. هنالك طرق عِدّة للتعامل مع الإجهاد، نذكر منها: القيام بأشياء ذات قيمة ومعنى، استخدام الفكاهة، تشتت الفِكر بأمور أخرى، ممارسة النشاط البدني، والاستماع إلى الموسيقى أو أي شيء آخر يهدئكم أو يلهيكم.
7. موصى به أيضًا: ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل واليقظة (سنرسل إليكم قريبًا روابط إلى مواقع يمكنكم الاستعانة بها).
8. إذا لزم الأمر، حاولوا الحصول على الدعم من الأصدقاء والعائلة. من المهم الاستفادة من الشبكات الاجتماعية لإثراء بعضها البعض وليس لنشر الذُعر.
9. ابقوا على اتصال مع العائلة والأصدقاء المنعزلين أو الأكبر سنًا (الآباء والأجداد)، حتى إذا لم يكن لديكم تواصل مباشر معهم. تراسلوا ما بينكم الصور ومقاطع الفيديو والرسائل التي من شأنها أن تشجعهم. كل هذه الأمور تساعدهم في فترة انعزالهم، وتزيد الشعور بالقدرة لديكم.
سيتم قريبا فتح خط ساخن للطلاب الذين يعانون من اضطراب عاطفي، حيث سنسعى جاهدين لمعالجة القضايا المتعلقة بالتعامل مع الوضع الحالي بسرعة.
أتمنى لكم الصحة
بروفيسور ريبيكا يعكوبي
رئيسة درجة اللقب الثانٍ في علم النفس الطبي – الكلية الأكاديمية تل أبيب-يافا